Saturday, February 8, 2025

دحض المغالطات حول المسيح وأتباعه

 

دحض المغالطات حول المسيح وأتباعه

بقلم بوبي دارفيش، أمريكي إيراني سابق مسلم، سابق نباتي، سابق ديمقراطي، سابق اشتراكي، المدير التنفيذي السابق لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) في كولومبوس، الرئيس السابق لمنتدى المسلمين في يوتا، المسيحي المحافظ وعضو الكنيسة المورمونية.

"مساء الخير انا جزائري وانا اؤمن بالمسيح عيسى ابن مريم العذراء أؤمن به بأنه رسول من الله عز وجل الي بني إسرائيل وقصته وامه مذكورة في القرآن الكريم وتسمي سورة مريم عليها السلام وعند سؤال انتم تقولون ان المسيح صلب وتحمل أخطاء اتباعه وانتم تقولون ان من يتبع المسيح سوف يدخل الي الجنة معروف عن الجنة انها حياة بعد الموت وفي الجنة اطعنك لديدة لاتوجد في الارض لماذا لا يتمني اتباعه الموت لكي يكونوا في الجنة معه سوف اخبركم ان الله عز وجل انزل في القرآن اية التحدي يعني قال لنا نحن المسلمون وانتم النصاري اقصد المسيحيين ان ندعوا الله سبحانه وتعالي ونبتهل ونجعل لعنة الله على الكادبين وانتم النصاري لما تكونوا في البحر وتوشكوا علي الغرق ممن تطلبون النجدة من الله العظيم ام من المسيح عيسى ابن مريم رجاءا اجيبوني"

لقد سرت على طريق روحي طويل ومتنوع - من التقاليد الإسلامية إلى احتضان المسيحية - وأجد نفسي مؤهلاً بشكل فريد لمعالجة بعض المغالطات الشائعة حول المسيح وصلبه ووعود الخلاص. كإيراني-أمريكي مسيحي، كثيرًا ما أواجه أسئلة وتحديات من المسلمين، مثل التعليقات التي جاءت من أحد الجزائريين المذكورين أعلاه. تذكرني هذه التفاعلات بأهمية الحوار العقلاني والواضح حول الإيمان.

قضية صلب المسيح
يُعد صلب يسوع المسيح محور الإيمان المسيحي، حيث يمثل أقصى عمل محبة وفداء من الله. يعلمنا الكتاب المقدس أن يسوع، الإله الكامل والإنسان الكامل، قَبِل الصليب طوعاً كذبيحة عن خطايا البشرية (يوحنا 3:16؛ رومية 5:8). وقد أتم هذا العمل النبوءات القديمة (إشعياء 53:5–6) وأظهر عمق نعمة الله. على عكس القرآن، الذي ينكر صلب المسيح (سورة النساء 157)، يقدم العهد الجديد روايات شهود عيان متعددة عن موته وقيامته (1 كورنثوس 15:3–6).

بالنسبة للمسيحيين، الصلب ليس علامة على الفشل بل حجر الزاوية في إيمانهم. يكشف الصلب أن الخلاص هو هبة من الله وليس مستحقاً بأعمال البشر (أفسس 2:8–9). هذه العقيدة تتحدى النظرة الإسلامية التي تقول إن الخلاص يتحقق فقط من خلال الأعمال الصالحة والطاعة للشريعة الإلهية (سورة المؤمنون 102–103). بدلاً من ذلك، يعتقد المسيحيون أن تضحية يسوع كانت كافية لسد الفجوة بين الله والإنسانية، مما يجعل الحياة الأبدية متاحة لجميع الذين يؤمنون.

لماذا لا يتمنى المسيحيون الموت؟
هناك سوء فهم شائع يتمثل في أنه إذا كان المسيحيون يؤمنون حقاً بالجنة عبر المسيح، فسيشتاقون إلى الموت. هذا التبسيط يغفل النقطة الرئيسية في الرجاء المسيحي. يرى المسيحيون حياتهم على الأرض كنعمة ورسالة. إنهم مدعوون ليعيشوا في خدمة الآخرين، وينشروا الإنجيل، وينموا في الإيمان والمحبة (متى 28:19–20؛ فيلبي 1:21–24). الموت، رغم عدم خوفهم منه، ليس هدفاً يسعون إليه في وقت مبكر. بل يثق المؤمنون في توقيت الله، وهم يعلمون أن رجاءهم النهائي مضمون (2 كورنثوس 5:8).

وهذا يختلف كثيراً عن بعض تفسيرات الاستشهاد في الإسلام، حيث غالباً ما يُصور الموت في سبيل الله كأعلى أشكال الإيمان. على النقيض من ذلك، ترى اللاهوت المسيحي الحياة كفرصة لتجسيد محبة الله ونعمه، والموت كبوابة لشركة أبدية معه. التركيز هو على عيش حياة متمركزة حول المسيح، وليس على التعجيل بنهايتها.

الالتجاء إلى الله في أوقات الحاجة
يشير الكاتب الجزائري إلى أن كلا المسلمين والمسيحيين يتوجهون إلى الله في أوقات الشدة. هذا أمر طبيعي، حيث يميل البشر بشكل غريزي إلى الاستغاثة بقوة أعلى عند مواجهة عدم اليقين. بالنسبة للمسيحيين، يعتمد هذا الاعتماد على علاقة شخصية مع الله من خلال المسيح. عندما يتوجهون إليه، لا يفعلون ذلك فقط من منطلق الخوف، بل من ثقة في صلاحه وأمانته (رومية 8:15؛ عبرانيين 4:16). هذا الديناميكية تختلف عن مفهوم الإسلام لله، حيث تُصور العلاقة غالباً في إطار الطاعة والخضوع.

الخلاصة
في رحلتي الخاصة من الإسلام إلى المسيحية، واجهت العديد من الأسئلة والتحديات مثل تلك التي طُرحت هنا. من خلال الدراسة والصلاة والتأمل، توصلت إلى أن الإيمان المسيحي يقدم إجابة متماسكة وعميقة للأسئلة النهائية في الحياة. الصلب ليس نقطة نزاع بل أساس رجائنا. يعيش المؤمنون بفرح وهدف، وهم يعلمون أن الخلاص هو عطية نعمة، وليس عبئاً من الأعمال. وفي أوقات الحاجة، يلجأون إلى أب محب، وليس مجرد إله بعيد.

تعليقات هذا الجزائري تذكرنا بقيمة الحوار. من خلال معالجة هذه المفاهيم الخاطئة بشكل مفتوح وباحترام، يمكننا تسليط الضوء على حقيقة الإنجيل ودعوة الآخرين لاستكشاف القوة التحويلية للإيمان بالمسيح.

المراجع
الكتاب المقدس، يوحنا 3:16؛ رومية 5:8؛ أفسس 2:8–9.
الكتاب المقدس، إشعياء 53:5–6؛ 1 كورنثوس 15:3–6.
القرآن الكريم، سورة النساء 157؛ سورة المؤمنون 102–103.
الكتاب المقدس، متى 28:19–20؛ فيلبي 1:21–24؛ 2 كورنثوس 5:8؛ رومية 8:15؛ عبرانيين 4:16.

No comments: